OlympicDestroyer

قام فريق البحث والتحليل العالمي لدى شركة كاسبرسكي لاب بنشر نتائج أبحاثه الخاصة بشأن هجمات شنتها برمجية خبيثة اسمها OlympicDestroyer، مقدماً دليلاً تقنياً على وجود راية زائفة متطورة وضعتها الجهة المنفذة للهجمات داخل دودة من أجل ضرب الأنظمة المختصة بالإيقاع بالتهديدات.

واحتلت الدودة OlympicDestroyer، التي يعني اسمها “مُخرِّبة الألعاب الأولمبية”، عناوين رئيسية في وسائل الإعلام خلال بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة بيونغ تشانغ، التي شهدت وقوع هجمات إلكترونية أدت إلى إحداث شلل مؤقت في أنظمة تقنية المعلومات قبيل حفل الافتتاح الرسمي للبطولة التي أقيمت في فبراير الماضي، ما أدى إلى إغلاق شاشات العرض وتعطيل شبكة الإنترنت اللاسلكية وإغلاق موقع الألعاب الأولمبية، فلم يتمكن الزوار من طباعة تذاكر حضور الألعاب والمباريات.

ووجدت كاسبرسكي لاب أيضاً أن العديد من المرافق في منتجعات التزلج التي استضافت البطولة في كوريا الجنوبية عانت تخريباً جرّاء هذه الدودة، حيث شمل التخريب أعطالاً في عمل بوابات التزلج ومصاعد التزلج فيها، واتضحت قدرة هذه البرمجية الخبيثة على التخريب، بالرغم من أن التأثير الفعلي للهجمات كان محدوداً.

ومع ذلك ، فإن الاهتمام الحقيقي الذي أبداه قطاع الأمن الإلكتروني بهذه الحادثة، لم يكن في الضرر الفعلي أو المحتمل، ولكن في منشأ هذه البرمجية الخبيثة، ولعل أية برمجية خبيثة متطورة أخرى لم تحظَ من قبل بهذا الكم من فرضيات الإسناد التي وضعت لبرمجية OlympicDestroyer الخبيثة، التي تمكنت فرق البحث العاملة في جميع أنحاء العالم من ربطها بمخربين في روسيا والصين وكوريا الشمالية في غضون بضعة أيام من اكتشافها، وذلك استناداً إلى عدد من السمات التي كانت تنسب سابقاً إلى جهات تجسسية وتخريبية يزعم أنها تتخذ من هذه الدول مقراً أو تعمل لصالح حكوماتها.

كذلك حاول الباحثون في كاسبرسكي لاب التعرف على المجموعة التخريبية الكامنة وراء هذه البرمجية الخبيثة، ليعثروا في مرحلة ما من أبحاثهم، على شيء بدا كدليل دامغ يربط بين البرمجية الخبيثة إلى مجموعة لازاروس Lazarus سيئة الصيت والتي تحظى بدعم من حكومة كوريا الشمالية.

واستند هذا الاستنتاج إلى أثر فريد تركه المهاجمون، فثمّة مزيج من صفات معينة تتسم بها بيئة تطوير الشيفرة البرمجية وتكون مخزنة في ملفاتها، يمكن اعتباره بمثابة بصمة فريدة، تحدد بوضوح في بعض الحالات الجهة المطورة للبرمجية الخبيثة ومشروعاتها وأهدافها.

وقد أعطت البصمة في العينة التي تم تحليلها على أيدي خبراء كاسبرسكي لاب، تطابقًا بنسبة 100 في المئة مع مكونات البرمجيات الخبيثة المعروفة سابقاً لدى عصابة لازاروس، كما أنها لم تتداخل على الإطلاق مع أي ملف آخر نظيف أو خبيث معروف حتى الآن لدى كاسبرسكي لاب.