بدأ مكتب مفوض المعلومات في المملكة المتحدة ICO، وهو هيئة مراقبة المعلومات في البلاد، تحقيقًا رسميًا في طريقة استخدام الشرطة لتقنية التعرف على الوجه بعد التجارب التي حصلت في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، وافتتحت مفوضة المعلومات إليزابيث دنهام Elizabeth Denham التحقيق بعد أن أعربت عن “قلق كبير” بشأن قانونية وفعالية هذه التقنية، والتي استخدمت في العام الماضي خلال فعاليات كرنفال Notting Hill Carnival وذكرى Remembrance Sunday.

وكانت إليزابيث دنهام قد هددت في وقت سابق من هذا العام بإطلاق دعوى قانونية ضد وزارة داخلية المملكة المتحدة ومجلس رؤساء الشرطة الوطنية بسبب المخاوف المتعلقة بالطبيعة المتطفلة للتكنولوجيا، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد مثيري الشغب المحتملين عن طريق مسح آلاف الوجوه المسجلة بواسطة كاميرات المراقبة.

وقالت مديرة هيئة مراقبة المعلومات في المملكة المتحدة، التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى البرلمان وترعاها وزارة الثقافة الرقمية والإعلام والرياضة، في مقال نشرته في وقت سابق من هذا العام: “إن كيفية استخدام تقنية التعرف على الوجوه في الأماكن العامة ضمن المملكة المتحدة قد تحمل صفة التطفلية بشكل خاص. إنه تغيير حقيقي في الطريقة التي يتم بها مراقبة الأشخاص الملتزمين بالقانون أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية”.

وأضافت “هناك نقص في الشفافية بشأن استخدام هذه التقنية، كما أن هناك خطر حقيقي يتمثل بأننا لن نحصل على فوائد السلامة العامة المستمدة من استخدام التكنولوجيا إذا لم يتم التعامل مع الثقة العامة”.

ويجري تجريب تقنية التعرف على الوجه من قبل شرطة المملكة المتحدة في مدن لندن وهامبرسايد وجنوب ويلز وليسسترشاير، وقال جوناثان كيلي Jonathan Kewley، رئيس قسم التقنية في شركة المحاماة كليفورد تشانس Clifford Chance، إنه من المرجح أن يطرح مكتب مفوض المعلومات في المملكة المتحدة ICO أسئلة حول كيفية جمع وتخزين هذه الصور، وما هي حقوق أفراد الجمهور في سحب صورهم وتطبيق قانون الحق في النسيان.

وتستعين تقنية التعرف على الوجه بأجهزة حواسيب لتحديد الوجوه بشكل صحيح، وقد تم استخدامها لمطابقة أشياء مثل المعرفات الفوتوغرافية للأشخاص من خلال البحث عن الميزات ضمن وجه الشخص، ويتم تطوير البرمجيات التي يمكن أن تحدد وجه واحد من بين عشرات الآلاف من التطابقات المحتملة من قبل شركات التكنولوجيا.

وكانت الأبحاث الجدية حول هذه التقنية قد بدأت في ستينيات القرن العشرين، حيث اكتشف أساتذة الجامعات أنه بإمكانهم استخدام أجهزة الحاسب لتحديد الوجوه بدقة أكثر من الناس عبر استخدامها لمطابقة الخصائص والميزات الأساسية للوجوه، وقد استخدمت التقنية على نطاق واسع منذ أوائل عام 2000، ونمت بشكل متزايد، وهي مستخدمة حاليًا في بوابات الأمن والمطارات.

وتعتبر هذه التقنية مثيرة للجدل إلى حد كبير، حيث أن التعرف على صورة واحدة ومطابقتها مع الإنسان ليس أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لجهاز الحاسب، لكن مسألة مسح عشرات الآلاف من الصور من كاميرات المراقبة قد يؤدي إلى نتائج أقل دقة، مما يجعلها بحاجة إلى فحص يدوي من قبل الإنسان.

وتقوم شركات التكنولوجيا بتدريب برامج الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه من مجموعات البيانات الضخمة، وهناك مخاوف من أن التقنية المستخدمة من قبل الشرطة وشركات التكنولوجيا سوف تؤدي إلى مراقبة جماعية، كما ظهرت العديد من الإثباتات بأن هذه الأنظمة أقل دقة في الكشف عن الأشخاص الملونين.