يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى عرقلة مشروع كابل الإنترنت تحت البحر – المدعوم من جوجل وفيسبوك – الذي يربط بين الولايات المتحدة وهونغ كونغ بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وتعارض وزارة العدل الأمريكية الطلب الذي تقدمت به شركتا جوجل وفيسبوك وكيان صيني لاستكمال هذا المشروع قبل إطلاقه المخطط له.

ويهدف كابل الألياف الضوئية العالي القدرة الذي يوجد على بعد 13 ألف كيلومتر تحت سطح البحر إلى توصيل مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة بآسيا، وزيادة المنافسة على طريق البيانات عبر المحيط الهادئ، وذلك وفقًا لملفات لجنة الاتصالات الفيدرالية.

وتقدمت الشركات في عام 2017 بطلب للحصول على إذن للكابل، وما يزال المشروع معلقًا في الوقت الذي تندلع فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مع وجود نزاع تجاري مستمر يفرض تعريفات جمركية بمليارات الدولارات على البضائع.
وطلبت وزارتا العدل والدفاع في عام 2017 من لجنة الاتصالات الفيدرالية تأجيل اتخاذ إجراء بشأن المشروع حتى يتم الانتهاء من مراجعة الأمن القومي، وتستمر هذه المراجعة دون تحديد تاريخ محدد.

وتتبع لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) عادةً التوصيات التي تنبثق من عملية المراجعة المشتركة بين الوكالات، لكنها غير ملزمة بالقيام بذلك.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن أشخاص شاركوا في المناقشات أن وزارة العدل أبدت معارضة بسبب المخاوف بشأن المستثمر الصيني، (Dr. Peng Telecom & Media Group)، الواقع مقره في بكين.

ويقدم المستثمر الصيني خدمات الاتصالات في الصين، ومن بين الشركاء المدرجين على موقعه الإلكتروني شركة هواوي، وهي شركة تصنيع معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تتهمها السلطات الأمريكية بأنها تشكل مخاطرة أمنية محتملة.

وتقدمت جوجل بطلب للحصول على إذن بإحضار الكابل إلى الولايات المتحدة في شهر أبريل 2017، وحصلت – منذ ذلك الحين – على تصريح مؤقت خاص للبناء والاختبار من لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC).

ووفقًا لسجلات لجنة الاتصالات الفيدرالية، فإن هذا التصريح المؤقت ينتهي بتاريخ 30 سبتمبر، ويجب على العمل المتعلق بالكابل التوقف بدون هذا التصريح، مما يهدد المشروع البالغة تكلفته 300 مليون دولار أمريكي.

وقالت جوجل في طلب للحصول على تصريح مؤقت قدمته في 3 أبريل: إن عدم الحصول على إذن للاختبار والبناء سيفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على المتقدمين، واعتمادًا على طول فترة التأخير، فقد تكون السلامة المالية للمشروع في خطر.

وأعلنت شركات جوجل، وفيسبوك، و (Pacific Light Data Communication)، و (SubCom)، عن هذا الكبل بسعة 120 تيرابايت في الثانية في عام 2016، ووصف بأنه أول كابل بحري يربط مباشرة بين هونغ كونغ والولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يربط الكابل المسمى (PLCN) بين كاليفورنيا وهونغ كونغ وتايوان والفلبين، ويربط مراكز البيانات الخاصة بالبناة ويحمل البيانات بالجملة، وذلك وفقًا لملفات لجنة الاتصالات الفيدرالية.

وقال مارك ريموندي Marc Raimondi، المتحدث باسم الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية: لا تعلق وزارة العدل على تقييمها المستمر للتطبيقات التي أشارت إليها لجنة الاتصالات الفدرالية بشأن مخاوف الأمن القومي وإنفاذ القانون الناشئة عن الاستثمار الأجنبي أو السيطرة الأجنبية.

وتشكل الكابلات الموجودة تحت سطح البحر العمود الفقري للإنترنت، إذ إنها تحمل ما يصل إلى 99 في المئة من حركة البيانات في العالم.