نقلاً عن البيان الصادر من مؤسسة
IDC العالمية لتعقب سوق الهواتف الذكية، فقد شهد السوق على حالة إنتعاش في مبيعات الهواتف خلال الربع الثالث بحلول نهاية أكتوبر الماضي، مع نسبة تراجع بلغت 1.3% على الأساس السنوي. حيث تم شحن 353.6 مليون هاتف خلال الربع الثالث من عام 2020، كانت تلك النتائج أقوى من توقعات مؤسسة IDC التي تنبأت بإنخفاض حاد قد يصل إلى 9% على الأساس السنوي، وهذا كان نتيجة فتح الأسواق وإنتعاشة الاقتصادات العالمية وعودة حركة البيع مرة ثانية بعد تخفيف القيود التي فرضها وباء Covid-19 خلال الآونة الماضية. 
 
تعافت بعض الأسواق الكبرى من حالة الاختناق التي عانت منها مع بداية الجائحة لتحقق دولة الهند مركز ثاني أكبر سوق للهواتف الذكية حول العالم. كما شهدت بعض الأسواق الناشئة الأخرى حالة نمو قوية مثل البرازيل وأندونيسيا وروسيا ليحتلوا المركز الرابع والخامس والسادس على التوالي.

الصدارة للعملاق الكوري سامسونج


من خلال النظرة الأولى على تحليل البيانات الصادر يبدو أن شركة سامسونج استعادت التاج من هواوي لتحتل صدارة أكثر شركات الهواتف الذكية مبيعاً خلال الربع الثالث من عام 2020. بينما تمكنت شاومي من الصعود مرة أخرى إلى المركز الثالث لتتفوق على العملاق الأمريكي الذي أكتفى بالمركز الرابع خلال هذا الربع من العام. على الرغم من حالة التعافي التي شهدها سوق الهواتف الذكية بنهاية شهر أكتوبر إلا أنها كانت أقل كثيراً مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. 
مبكراً هذا العام كانت شركة هواوي تحتل صدارة أكثر الشركات مبيعاً حول العالم، وقد استطاعت شحن ما يصل إلى 55.8 مليون هاتف خلال الربع الثاني رغم القيود التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على الشركة وخضوع منتجاتها لعقوبات صارمة. خلال الربع الثالث تبدلت مراكز العمالقة الخمسة بشكل واضح ولكنهم لا يزالون مستمرين في الصدارة.

الفضل يعود للهند


وفقاً لموقع Counterpoint Research انخفضت مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 4% تقريباً على الأساس السنوي، بالرغم من ذلك فقد شهدت نمو ضخم بنسبة بلغت 32% في المائة مقارنة بنتائج الربع الثاني بنهاية أغسطس الماضي. كان هذا ممكناً بفضل مصانع كل من الصين والهند وفيتنام التي عملت بنسبة 80% من طاقتها أثناء مواجهة جائحة كورونا ونتيجة تخفيف قوانين الإغلاق للأسواق التجارية إذ ساعد هذا على تشجيع المستهلكين لشراء هواتف جديدة. 

على الرغم من تضارب نتائج أبحاث كل Counterpoint Research - الذي كان لديه تقرير يشير فيه إلى أنه تم بيع 366 مليون هاتف خلال الربع الثالث - مع أبحاث Canalys التي تحفظت على أن نتائج الشحن الإجمالية توقفت عند 348 مليون هاتف فقط، إلا أن كلاهما اتفقا على أن شركة سامسونج تحتل صدارة أكثر شركات الهواتف الذكية مبيعاً خلال الربع الثالث. كانت أكبر محركات هذا النمو بعض الأسواق العالمية مثل الهند وأوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية وهي الأماكن التي تحظى فيها فئة الهواتف الاقتصادية والمتوسطة SAMSUNG A-Series / M-Series بشعبية كبيرة وسط جموع المستخدمين. بينما كان هاتف Note 20 هو الهاتف المفضل في الولايات المتحدة.

عقوبات الولايات المتحدة على هواوي وتأخير إطلاق iPhone 12 كانت عوامل


شحنت هواوي ما يصل إلى 67 مليون هاتف في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يستمر هذا الانحدار على المدى القصير حيث تخطط هواوي لبيع Honor وتواصل الولايات المتحدة في الضغط على موردي الشرائح وأشباه الموصلات ومطوري السوفتوير لقطع أهم الموارد والمكونات اللازمة عنها. على الرغم من ذلك تمكنت Huawei من اكتساب حصة ضخمة في سوق هواتف 5G خلال الربع الثالث بنسبة وصلت إلى 40% وهي ليست نسبة هينة على الإطلاق. 

من ناحية أخرى فقد استطاعت Apple بيع 43 مليون هاتف iPhone خلال الربع الثالث من عام 2020 وكانت هذه النتيجة طبيعية ومتوقعة نظراً لتأخر الشركة عن إطلاق iPhone 12. من المتوقع أن تتصاعد أرباح آبل خلال الربع الأخير من هذا العام – الأمر المسلم به أن العملاق الأمريكي لديه قاعدة مستخدمين تصل إلى مليار مستخدم حول العالم وبكل تأكيد هم على أتم الاستعداد للترقية إلى هاتف الــ 5G الجديد خلال الأيام القادمة.

Xiaomi تحتل مكانة مرموقة من الضروري الحفاظ عليها


المثير للاهتمام هو تفوق Xiaomi على Apple من حيث الشحنات وتثبيت نفسها بالمركز الثالث. فقد شحنت الشركة الصينية أكثر من 46 مليون هاتف، مدعومة جزئياً بفضل مبيعاتها بسوقها المحلي. بينما استطاعت أن تحقق نموها في أوروبا على حساب Huawei، وبالتأكيد الشيء ذاته يحدث في أسواق كل من جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وأندونيسيا والفلبين. 
 
إجمالي نمو شركة شاومي كان بنسبة 46% في المائة على أساس سنوي، بينما يتضاءل هذا النمو عند مقارنته بناتج Realme الذي تصاعد إلى 132 في المائة في نفس الأشهر الثلاثة. تحتل كل من Oppo و Realme و Vivo المركز الخامس والسادس والسابع على التولي، تلك العلامات التجارية الثلاثة معاً تمكنوا من بيع هواتف أكثر من Huawei بفضل السوق الصيني والأوروبي. أيضاً يبدو أن Lenovo لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، حيث قامت بشحن أكثر من 10 مليون هاتف خلال الربع الثالث ومما لا شك فيه كان هذا بفضل هواتف الفئة الاقتصادية Moto E و Moto G منخفضة التكلفة.