الإنترنت وإنترنت كل شيء
"إنترنت كل شيء"  أو Internet of Everything هي الثورة الصناعية للقرن الواحد والعشرون، وهي منظومة الصلات التي تربط بين الأفراد والعمليات والبيانات والأشياء. وتعمل على إحداث نقلة نوعية في القطاعات الاقتصادية، وفي الدول والمجتمعات، لتقدّم إلى العالم فرصاً اقتصادية تُقدّر قيمتها بنحو ١٩ تريليون دولار في القطاعين العام والخاص.

تشمل المنافع التي من الممكن أن تعود بها "إنترنت كل شيء" على القطاع العام رفع إنتاجية الموظفين، وخفض التكاليف عبر تحسين كفاءة القوى العاملة والنفقات الرأسمالية والتشغيلية، وزيادة الإيرادات عن طريق تحسين الموائمة بين العرض والطلب. أما في القطاع الخاص، فيمكن "لإنترنت كل شيء" أن تولّد عائدات من نماذج جديدة للأعمال من شأنها رفع كفاءة العمليات وتحسين وقت وصول المنتجات والخدمات إلى السوق وإثراء تجربة العملاء وتحسين سلاسل التوريد وإنتاجية الموظفين. 


مفهوم "إنترنت كل شيء" هو الفكرة الرئيسية التي تدور حولها كلماتهم جميعهاً، وكيف أن هذا المفهوم يقود التغييرات ليس فقط في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولكن أيضاً في الحياة اليومية للمواطنين، ورجال الأعمال في العالم العربي على حد سواء. يكفي أن ننظر إلى الأجهزة الإلكترونية الحديثة لنرى مدى تطورها وتفاعلها مع بقية الأجهزة عبر شبكة الإنترنت.

فالتطور الذي رافق أجهزة الملتيميديا والأدوات المنزلية في السنين الأخيرة حقق قفزات هائلة. لإجراء مقارنة بين الأجهزة الإلكترونية الحديثة المنتجة خلال هذه السنين وأجهزة الملتيميديا المستعملة والقديمة يمكننا زيارة موقع مختص بالإعلانات المجانية تعرض عليه الأدوات المستعملة، وزيارة متجر بيع الأجهزة الحديثة المزودة بآخر التطورات التكنولوجية.


المنطقة العربية والتفاعل مع ملتيميديا الإنترنت
المملكة العربية السعودية تعتبر على مشارف عصر "إنترنت كل شيء"، وهي حقبة تسفر فيها الإتصالات عن تغييرات مفيدة بشكل مذهل في كافة مجالات الحياة اليومية، من البنية التحتية الاجتماعية، والنقل، والخدمات العامة، حتى الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم.

بينما تعتبر دبي، موقعاً مثالياً لمدينة ذكية، إذ إن جزءاً كبيراً من أراضيها لا يزال غير مستغلّ بعد، ومعدل البطالة فيها منخفض، وبها كثافة سكنية عالية، ونظام تعليمي قوي، ويدير شؤونها قادة حكوميون ذوو رؤية بعيدة. وفي ظلّ نظام اقتصادي ذكي في دبي، تستطيع أدوات التنسيق والتواصل قليلة التكلفة وتلك المتطورة العاملة عبر الفيديو، أن تمكّن الشركات من إقامة مؤتمرات افتراضية مع عملائها أينما كانوا حول العالم، ومن أي جهاز متنقل، بل إن بإمكانها كذلك دعم الموظفين عبر تمكينهم من زيادة معدلات العمل أثناء التنقل. 


ويمكن لأجهزة الاستشعار المزروعة في ملايين الأجسام والأغراض المنتشرة حول دبي توليد بيانات تُنقل عبر شبكات الإنترنت اللاسلكية لاستخدامها في التطبيقات التنقلية وعن طريق المؤسسات والشركات لتحسين مناحي الحياة ومهام الأعمال اليومية، بدءاً من تتبع الخدمات ووصولاً إلى ضمان كفاءة العمل في سلاسل التوريد.

في حين أن الأردن أثبت بأن الانترنت عبر "البرودباند"، بإستطاعته تجسير الفجوات العلاجيّة في المجتمعات الأقل حظاً. ولحد الآن، استفاد ما يزيد على ١١٠ آلاف مريض من استشارات الفيديو عن بُعْد أو خدمات الأشعة عبر منصات "حَوْسَبَة السحاب". وتغيَّرت حياة المصابين بالسرطان أو أمراض خطيرة في القلب، بفضل التواصل المرئي- المسموع من قبل اختصاصيين في تلك المجالات. 


في الحقيقة فرص التواصل المتوفرة سوف تنشئ منصة حقيقية لقيادة الفِكر، وهندسة التقنية، ودور الإبتكار في التعامل مع بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحالية والمستقبلية. منطقة الشرق الأوسط ليس بعيدة عن هذا التحدي والتطور.