في الماضى كانت مهمة إختيار معالج جديد للكمبيوتر مهمة سهلة إلي حد ما، حيث تتم من خلال معرفة جيل المعالج وسرعته ومقارنة تلك الأرقام في الخيارات المتاحة وإختيار الأفضل، لكن في بدايات القرن الجديد بدأ الأمر يتخذ منحني آخر نتيجة للتطور التقني بشكل عام، وكنتيجة لذلك التطور بدأت المعالجات هي الأخرى بالتطور وبالتالي زادت التفاصيل الفنية والعوامل التي يجب الإهتمام بها بخلاف سرعة المعالج، و بالتالي أصبحت مهمة شراء معالج جديد اكثر صعوبة بمرور الوقت، فمثلاً بالحديث عن عامل السرعة فقط باحد المعالجات قد تجد اكثر من سرعة او تردد وتحديدا Base clock و Boost Clock وكلاهما سيكون محور حديث مقال اليوم لتحديد الفرق بين كل منهم و ماهو السبب وراء تواجد اكثر من سرعة للمعالج.


مبدئياً ماهي الـ "Clock Speed" بالمعالج ؟

كما ذكرنا بالمقدمة دائماً ما كان يهتم المستخدمين بتردد أو "سرعة" المعالج كعامل اساسي في تقييم أدائه ظناً منهم انه كلما زاد الرقم المتواجد إلي جانب كلمة GHz كلما أصبح المعالج أفضل بشكل مطلق وهو ما لن يكون دقيقاً في حالة المعالجات الحديثة، ولتوضيح ذلك دعنى اوضح لك اولاً ماذا يعني ذلك الرقم بالجيجا هرتز.

هذا الرقم يُسمي "Clock Speed" للمعالج وهو بتعريفه النظرى يمثل عدد دورات الساعة او "Clock Cycles" الخاصة بالمعالج او بمعني ادق عدد العمليات التي يُمكن للمعالج القيام بها في الثانية الواحدة، فعند تشبيه الأمر بدورة كاملة لأحد عقارب الساعة فإن الدورة الواحدة ستعني تحرك العقرب بدءاً من الرقم 12 علي الساعة وبزاوية 360 درجة حتي العودة لنفس الرقم مجدداً وهو ما يعني إتمام دورة واحدة، وهو ما سيصاحبه إنجاز المعالج لعملية ما او جزء من عملية ما خلال تلك الدورة.

بالتالي فإن معالج بسرعة 3GHz سيكون قادراً علي القيام بعدد 3 مليون دورة او "Clock Cycle" في الثانية الواحدة، ولذلك عند الحديث عن معالج قديم تم تصنيعه تحديداً قبل عام 2005 سيكون إختيار الرقم الأعلي لعامل "Clock Speed" يمثل معالج أفضل وأسرع بكل تأكيد.

لكن ما الذى حدث بعد عام 2005 ؟

 

مع التطور التكنولوجي أصبح من الضروري زيادة سرعة المعالج لمواكبة ذلك التطور المستمر بالبرامج والألعاب، لكن كان من غير المعقول زيادة سرعة المعالج بشكل مستمر إلي ما لا نهاية فبالتأكيد سيكون هناك حد أقصى لزيادة تلك السرعة ستتوقف أمامه قدرة الشركات المُصنعة علي صنع معالجات جديدة أكثر سرعة.

وفي هذا الوقت ظهرت إمكانية تعدد الأنوية "Multi Cores" داخل المعالج الواحد كحل لتلك المشكلة، وهي دون الدخول في تفاصيل تقنية خاصية تتيح تشغيل المعالج بقدرة أعلي من خلال إنشاء عدد من الأنوية المنفصلة بداخل المعالج والتي يعمل كل منها كمعالج منفصل له سرعته الخاصة به بالتالي زادت القدرة الإجمالية للمعالج.

فمثلاً عند الحديث عن معالج ثنائي النواة بسرعة 3GHz سيعني ذلك معالج بقدرة إجمالية 6GHz وبنفس حجم جسم المعالج المعروف وهو ما كان يُعد إنجازاً بذلك الوقت، وكانت أولى المعالجات الداعمة لتلك التقنية هو معالج إنتل "Pentium Dual-Core" والذي تم إنتاجه عام 2006 ليضم نواتين بداخله.

لكن ظهرت مشكلة أخرى، وهي أنه عند زيادة عدد الأنوية وسرعة كل منها سيعني ذلك إستهلاك أكبر للطاقة نظراً لزيادة عدد الـ "Clock Cycles" الناتج عن زيادة التردد الخاص بكل نواة ومضاعفة التردد الأجمالي للمعالج ايضاً من خلال زيادة عدد الأنوية داخله، ونتيجة لإستهلاك الطاقة الكبير سينتج عن ذلك كمية كبيرة من الحرارة ستؤدي إلي رفع درجة حرارة المعالج والكمبيوتر بشكل عام وهو ما سيكون أمر كارثي في الأجهزة المحمولة مثل اللاب توب مثلاً والتي تعتمد علي مصدر طاقة قابل للنفاذ "البطارية" ومساحة ضيقة جداً يتواجد بها جميع مكوناتها الداخلية، ومع إستحالة بقاء معدل سرعات المعالجات دون تغيير او تطوير لذلك كان لابد من وجود حل لتلك المشكلة والحل ببساطة هو أن لا يعمل المعالج بنفس السرعة طوال الوقت.

 

فمن المنطقي مثلاً ان يعمل المعالج رباعي النواة بتردد 3GHz لكل نواة بكامل سرعته عند تشغيل ألعاب الجرافيك او تشغيل برامج التصميم والمونتاج او أثناء تنفيذ أى مهمات تحتاج لكثير من العمليات المتزامنة في الثانية الواحدة، بينما لن يكون من المنطقي إستخدام نفس سرعة المعالج في تنفيذ مهام بسيطة جداً مثل للإستماع للموسيقي او الدردشة و تصفح الإنترنت، ولذلك ظهرت تقنية جديدة تحمل إسم "Turbo Boost" كما أطلقت عليها شركة إنتل او "Turbo Core" كما أطلقت عليها شركة "AMD".

التقنية ستعني ان المعالج سيعمل بتردد او سعة اساسية لتنفيذ المهام العادية تمثل أقل إستخدام للطاقة وستتيح برودة اكثر لجسم المعالج وسيتم إستخدامها أثناء تنفيذ المهام الطبيعية بينما عند وجود عمليات كثيرة او برامج كثيرة تعمل بنفس الوقت سيكون المعالج اكثر ذكاءاً من ذى قبل وسيتمكن من كسر السرعة  الأساسية له وزيادتها لتنفيذ المهام التي تحتاج لسرعة اكبر طالما كانت دراجة حرارته تسمح بذلك ثم بعد الإنتهاء من تلك المهام سيعود المعالج لسرعته الأساسية مجدداً توفيراً للطاقة ولتقليل درجة الحرارة. 

Base Clock و Boost Clock 

بالتأكيد بعد كل تلك التفاصيل بات الأمر أكثر وضوحاً وأدركت الآن أن "Base Clock" تمثل سرعة المعالج الأساسية والتي ستعمل بها جميع أنوية المعالج بالوضع الطبيعي وعند عدم تشغيل اكثر من برنامج بنفس الوقت او تشغيل برامج تحتاج لسرعة معالجة اكبر من السرعة الأساسية.

أما "Boost Clock" فتمثل أقصي سرعة "أو عدد دورات بالثانية" يُمكن لكل نواة بداخل المعالج الوصول إليها عند الحاجة لكسر سرعة المعالج لتنفيذ عمليات تحتاج جهد وسرعة اكبر وعند الإنتهاء من تلك المهام او العمليات سيعود المعالج لسرعته الأساسية او "Base Clock" من جديد حتي يتم تبريد المعالج مجدداً وتوفير الطاقة. 

لكن هل يصل المعالج للسرعة القصوى فعلاً عند الحاجة ؟

فقط يجب التوضيح ان المعالج لن يصل لقيمة "Boost Clock" الكاملة في كل مرة يحتاج فيها لزيادة سرعته، حيث أن الأمر يعتمد علي عدة عوامل مثل ضرورة رفع السرعة من عدمه و مقدار السرعة المطلوبة لإنجاز المهمة وايضا ما إذا كانت درجة حرارة المعالج ستسمح بذلك الأمر أم لا وما إذا كانت الأنوية الأخرى للمعالج "إن كان متعدد الآنوية" تعمل بنفس الوقت أم لا، فمن المستحيل ان يعمل المعالج بسعرته القصوى لكل الأنوية بنفس الوقت فقط نواة واحدة هي التي من الممكن ان تصل للحد الأقصي او "Boost Clock" في وقت ما، كل ذلك بالإضافة ايضاً لمدي توافق المكونات الأخرى مثل اللوحة الأم مع المعالج حتي تسمح  له بالعمل بتلك المعدلات والسرعات العالية. 

كيفية معرفة Base Clock و Boost Clock لمعالج جهازك 

 

يُمكنك بإستخدام أحد برامج معرفة مواصفات اجهزة الكمبيوتر معرفة سرعة المعالج الأساسية والقصوي، لكن هناك طريقة أسهل من خلال أنظمة ويندوز  يُمكنك القيام بها من خلال مُنفذ الأوامر "Run" عن طريق الضغط علي زر "CTRL+R" ثم كتابة الأمر "msinfo32" ثم يُمكنك الإطلاع علي رقم موديل المعالج الخاص بك، و من خلال البحث بالإنترنت والتوجه لموقع الشركة المُصنعة يُمكنك معرفة السرعات الخاصة بالمعالج من خلال البحث عن قيم "Base Frequency" او "Boost Frequency" لمعرفتين كلا السرعتين.

ولابد ان يدعم المعالج تقنية "Turbo Boost" أولاً حتي تجد تلك السرعات، فإذا وجدت قيمة "Base Frequency" فقط سيعني ذلك ان المعالج الخاص بك لا يدعم الخاصية بالتالي فإنه يعمل بسرعة ثابتة لكل الأنوية بداخله طوال الوقت، وبشكل عام بالنسبة لمعالجات إنتل لا تتوفر خاصية "Turbo Boost" إلا بدايةً من إصدارات معالجات "Core i5" أما بالنسبة لمعالجات "AMD" فستجد الخاصية متاحة بدايةً من إصدارات Phenom II X6 فأحدث.