1- شعبية سيجنال أضعف
لذلك إذا قررت الاعتماد على سيجنال فقط في محادثاتك على الانترنت، على الأقل في الوقت الحالي، يؤسفني إخبارك بأنك ستجد نفسك في صحراء جرداء قاحلة! لا أصدقاء، لا أحد من أفراد عائلتك، ولا المقربون ولا زملاء العمل تجدهم ضمن جهات اتصال Signal. الأمر يشبه كما لو توقفت عن استخدام فيسبوك لاستخدام جوجل بلس — شبكة إجتماعية من جوجل، تم إيقافها بسبب قلة المستخدمين. ولكن في حال كنت مصمم على استخدام "سيجنال" حاليًا فكل ما بوسعك فعله هو دعوة جهات الاتصال المهمين لديك ومحاولة إقناعهم باستخدام التطبيق الجديد.
2- ليس هناك ما يضمن حماية دائمة للخصوصية
دعني اذكرك بانه في 2014 عندما استحوذت فيسبوك على واتساب، وعدت الشركة بإبقاء التطبيق على حاله دون تغيير أي شيء؛ سيظل واتساب تطبيق المراسلة الذي يمكنك الاعتماد عليه لإجراء محادثاتك مع أي شخص في العالم بأمان وخصوصية، لكن كما ترون، الواقع أصبح مختلفًا عن الالتزامات الأولية.
نفس السيناريو ليس من المستبعد حدوثه مع "سيجنال" في المستقبل إذا تجاوز عدد مستخدميه نصف مليار أو مليار، من المحتمل جدًا مع وجود هذا الكم الرهيب من المستخدمين (وبياناتهم) لن تستمر الخدمة في الحصول على تمويل عبر التبرعات، شيئًا فشيئًا ستتغير الأحوال ويتجاوز التطبيق المبادئ الأساسية له نظرًا لعدم وجود قوانين عامة تحكم مثل هذه التطبيقات، بل تحكمها قواعد خاصة بها وخاضعة للتغيير في أي وقت. لذا وبشكل عام، سياسة حماية خصوصية المستخدمين دائمًا في سيجنال يحاط بها ظلال كثيرة من الشك.
3- حذف واتساب لن يمنع انتهاك خصوصيتك
في حال كنت تعتقد انه بحذف تطبيق واتساب من هاتفك واستخدام أي بديل آخر سواء Signal أو غيره سيمنع محاولات انتهاك خصوصيتك واستغلال بياناتك، فعليك بإعادة النظر فيما تفعل بالضبط.
دعنا نتفق على أن معظم التطبيقات المثبتة على هاتفك حاليًا تنتهك الخصوصية بالفعل، ولكن إذا ركزنا الحديث عن واتساب بالتحديد، فإن شركة فيسبوك لا تحتاج وجود هذا التطبيق على هاتفك لمعرفة كل التفاصيل والبيانات عنك. وهنا نقصد بالتفاصيل والبيانات موقعك الجغرافي والمعلومات المالية والمشتريات التي تقوم بها وغيرها، فلا تظن أن انتهاك الخصوصية يعني بها مباشرًة التجسس على مكالمات الفيديو أو المكالمات الصوتية كما تزعم الشائعات.
وطالما تستخدم تطبيق فيسبوك أو انستجرام أو ماسنجر، فلا يوجد ما يمنع جمع كل بياناتك الشخصية، وبالتالي التوقف عن استخدام واتساب وحذف التطبيق هي أغبى فكرة يمكنك القيام بها. إذا أردت إيقاف محاولات انتهاك خصوصيتك، عليك بحذف غالبية التطبيقات التي تستخدمها يوميًا، ولمنع شركة فيسبوك تحديدًا من جمع بياناتك، فعليك بحذف كل تطبيقاتها وليس واتساب فقط، وهي خُطوة لا يجرؤ الجميع القيام بها.
4- مميزات كثيرة تفتقدها
يقدم سيجنال تجربة دردشة لا تختلف كثيرًا عن تلك الخاصة بالواتساب، فيمكنك بعد التسجيل في التطبيق إرسال رسائل نصية مشفرة أو رسائل صوتية أو صور أو فيديوهات للأفراد والمجموعات أيضًا. كما يتيح لك إجراء المكالمات الصوتية والمرئية فرديًا أو جماعية مع دعم التشفير في كلاهما. لذا يعتقد المستخدمون الجدد للوهلة الأولى أنهم لن يفقدوا أي شيء يقدمه واتساب، لكن على العكس، إذا انتقلت لسيجنال ستكتشف بمرور الوقت عدم وجود مميزات كثيرة.
على سبيل المثال، ميزة القصص (Stories) لا وجود لها في سيجنال، كذلك ميزة تتبع الموقع الجغرافي في الوقت الفعلي (Live Location) ولا تستطيع تغيير خلفية الدردشة ولا القدرة على رؤية آخر ظهور للأشخاص، كما لا يوجد خيار لإخفاء صورة البروفايل عن بعض المستخدمين؛ أي شخص يمكنه رؤية صورة ملفك الشخصي على Signal. بالإضافة إلى عدم إمكانية استخدام التطبيق من خلال المتصفح، فلا توجد ميزة شبيهة بـ WhatsApp Web ويتعين عليك تثبيت برنامج Signal على الكمبيوتر لمزامنة المحادثات.
هناك ميزات أخرى ستفقدها بمجرد الانتقال إلى سيجنال، لكن المزايا لا تعد نقطة بارزة حيث يمكن لمطوري Signal في أي وقت إضافتها عبر التحديثات القادمة، ومع ذلك يجب وضعها في الاعتبار جنبًا إلى جنب النقاط المذكورة سابقًا قبل حذف واتساب.
5- واتساب أفضل للأنشطة والأعمال التجارية