على مدار السنوات الأربعة الماضية قامت الشركات المصنعة للهواتف الذكية بتقليل الحافات بشكل بارز في طرز الهواتف الرائدة التي تصنعها، وامتد هذا الأمر حتى للهواتف ذات الميزانية المحدودة التي تأتي هذه الأيام بحافات رفيعة للغاية من جميع الجوانب، حيث إن وجود حافات رفيعة يعنى أنك ستحصل على شاشة أكبر، وهذا الأمر يسمح للشركات بتصميم شاشة أكبر دون زيادة أبعاد الهاتف.
وقد كانت شركة شاومي هي أول من بدأت في هذا الاتجاه في عام 2016 مع هاتف (Mi Mix) الذي جاء بشاشة كبيرة حيث بلغت نسبة حجم الشاشة إلى حسم الهاتف أكثر من 83%، وقد قامت الشركة بتحقيق ذلك من خلال نقل الكاميرا الأمامية إلى الحافة السفلية وليس في الأعلى كما جرت عليه العادة، مما أدى إلى تغيير تصميم الشاشة بالكامل.
وقد اتبعت الشركات الأخرى هذا التوجه، حيث تميزت هواتف سلسلة Galaxy S8 و S9 من شركة سامسونج بإطارات رفيعة في الجزء العلوي وضمنت الكاميرا الأمامية في الحافة العلوية، بالإضافة إلى هواتف OnePlus 6 و ZenFone 5، و هاتف Pixel 3 Xl من جوجل.
ولكن لم يستمر هذا الأمر طويلًا، حيث تحولت الكاميرا الأمامية إلى تصميم جديد في شكل نتوء يُسمى (waterdrop )، ثم تحول تصميم الكاميرات الأمامية في الهواتف الذكية بشكل نهائي إلى دمجها في الشاشة نفسها الآن، ولكن فيما بين هذه التوجهات، ظهر توجه الكاميرات الأمامية المنبثقة الذي لم يستمر طويلًا.
وقد قادت شركة Vivo هذا التوجه مع هاتف Vivo NEX الذي أطلقته في عام 2018 حيث أظهرت الشركة أنه من الممكن إنشاء واجهة كاملة للشاشة بدون تضمين أي كاميرا أمامية فيها، وجاء الهاتف يتضمن كاميرا أمامية تنبث من الحافة العلوية عند الحاجة إلى التقاط صور سيلفي أو إجراء مكالمات فيديو، مما سمح للشاشة بالاستحواذ على ما نسبته 91.24% من الواجهة الأمامية للهاتف.
كما أطلقت شركة (أوبو) OPPO هاتف Find X أيضًا خلال عام 2018، ولكن بنظام كاميرا مختلف تمامًا، حيث تكون الكاميرا مخفية تمامًا أثناء استخدام الهاتف وإغلاق تطبيق الكاميرا، ولكن بمجرد فتح تطبيق الكاميرا في Find X، يتحرك الجزء العلوي بالكامل من الهاتف ويكشف عن كاميرا أمامية بدقة 25 ميجابيكسل، ونظام ثلاثي الأبعاد لمسح الوجه، وكاميرا خلفية مزدوجة بدقة 16 ميجابكسل و 20 ميجابكسل.
وقد اكتسب توجه الكاميرا الأمامية المنبثقة زخمًا كبيرا طوال عام 2019، حيث حصلنا على الكثير من الهواتف الذكية المثيرة للاهتمام نتيجة لذلك، مثل: هاتف Reno 10x Zoom و سلسلة هواتف Redmi K20 و OnePlus 7 Pro.
ولكن سرعان ما بدأ هذا التوجه بالاختفاء تدريجيًا أو يتم توفيره في أسواق محددة للغاية، حيث نجد أن معظم الهواتف الذكية في عام 2020 والهواتف المنتظر إطلاقها في هذا العام 2021 تحتوي على كاميرا أمامية مدمجة في الشاشة نفسها في المنتصف أو في إحدى الجانبين العلويين.
يجعلنا نطرح سؤال هام للغاية وهو: لماذا لم نعد نرى هواتف ذكية مزودة بكاميرات أمامية منبثقة بشكل مكثف كما كان في السابق؟
السبب الرئيسي لاختفاء الكاميرات الأمامية الكنبثقة من الهواتف الذكية هو وزنها الثقيل نسبيًا، حيث تتميز الكاميرات المنبثقة في هذه الهواتف بالكثير من الأجزاء المعقدة وتتطلب محركًا للعمل، وكل ذلك يضيف وزنًا وسمكًا للهاتف.
حيث نجد أنه عادةً ما تكون الكاميرات القابلة للسحب أكبر من حيث الحجم، ومن ثم يكون التصميم النهائي للهواتف الذكية أكثر سمكًا قليلاً عند استخدام هذه الكاميرات المنبثقة مقارنةً بتضمين الكاميرات بالطرق الأخرى.
وقد بدأت معظم الشركات المصنعة في تصميم هواتف أكثر نحافة وهذا يعني أن تجربة المستخدم ستكون أكثر راحة، ومن ثم ستكون الكاميرات المنبثقة ليست خيارًا مرحبًا به.
بالإضافة إلى ذلك نجد أن تضمين مثل هذه الكاميرات يعني أن الهاتف معرض لدخول المياه عبر فتحات هذه الكاميرات ومن ثم لن يدعم الهاتف ميزة مقاومة المياه وهو أمر ضروري لدى هذه الشركات لتسويق هواتفها الذكية.
ومع ذلك، إذا كنت لا تزال متحمسًا لاستخدام هاتف ذكي يأتي بتصميم شاشة كاملة، وفي الوقت نفسه ترغب في الحصول على كاميرا أمامية احترافية، فيمكننا إخبارك أن هناك توجه جديد بدأ بالظهور فيما يخص الكاميرات الأمامية، وهي: الكاميرات التي تعمل تحت الشاشة.
وقد بدأ هذا التوجه يشق طريقه للهواتف الذكية منذ العام السابق، حيث تعمل شركات رائدة مثل: Xiaomi على تضمين هذه التقنية في هواتفها القادمة، ولكن قد يستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يكون هذا الاتجاه هو السائد في معظم الهواتف الذكية الأخرى.