لطالما صادفنا أشكلًا ونسخًا مختلفةً من تطبيق واتساب الشهير! كانت تغزونا بمزايا وخصائص مختلفة تجذبنا لا إراديًا لتجربتها، متناسين كل الخطر والغايات الكامنة وراءها. كلها كانت تنتشر تحت مسمى تطبيق واتساب من بينها الذهبي والأزرق والمزيد، وكان آخرها تطبيق واتساب الوردي أو "Pink WhatsApp" حيث تجري مشاركة الفيروس متخفيًا ضمن إصدار بديل من تطبيق الدردشة المسمى واتساب الوردي، والذي يزيد من خطره هو احتمالية أن يتسبب في فقد البيانات بالكامل على الأجهزة المستهدفة.
نحن نعلم أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها استغلال شهرة واسم تطبيق واتساب لمثل هذه الأنشطة التخريبية من قبل جهات مجهولة. ومع ذلك، يمكن أن يتسبب هذا البرنامج الضار الجديد في فقدان الضحية السيطرة تمامًا على أجهزته بالإضافة إلى البيانات الموجودة فيه. لذا، دعونا نتعمق أكثر عن تطبيق Pink WhatsApp وغايات الترويج له وما الخطر الكامن وراء انتشاره.
ما هو الواتساب الوردي، وما هي العلامات التي تثبت أنه بالفعل فيروس ؟
يمكننا باختصار القول أنه عبارة عن فيروس خبيث، ينوي اختطاف بيانات الجهاز المستهدف. حصل الفيروس على اسمه هذا بسبب الاسم المستعار الذي ينتشر تحته على مجموعات واتساب مؤخرًا. حيث يجري إغراء المستخدمين بتنزيل التحديث الذي يغير رمز واتساب الخاص بهم من العلامة التجارية الخضراء إلى اللون الوردي. علاوةً على ذلك، يعد تنزيل البرنامج المزيف أيضًا بميزات جديدة، دون تحديد ماهية هذه الميزات.
لسوء الحظ! يبدو أن الرابط مقنع على أنه تحديث رسمي لبرنامج واتساب، كما يبدو رسميًا للغاية، وهذا جزء من السبب في أنه من السهل جدًا اعتباره تحديثًا حقيقيًا. فبمجرد النقر على الرابط الحامل لاسم واتساب الوردي، فأنت تفتح الباب أمام الفيروس للدخول إلى جهازك على الفور. كما هناك رسائل أخرى منتشرة تحتوي أيضًا على صور تظهر محادثات من واتساب بلونٍ وردي. وغني عن القول أن الصور مزيفة كما الادعاءات. يمكن تحتوي الرسالة الخبيثة أيضًا على رابط لتنزيل APK. يُطلب من المستخدمين النقر فوق الرابط لتنزيل تطبيق واتساب ذي الطابع الوردي. ومباشرةً تجري إعادة توجيه أي مستخدم ينقر على الرابط إلى تبويب تنزيل APK. وبالتالي يمنحون بسهولة الأذونات التي تطلبها الحزمة على الهاتف الذكي. لذلك نتوصل إلى النتيجة شديدة الأهمية وهي، أنه ليس هناك أساسًا تطبيق بهذا الاسم، إنه مجرد فيروس متخفي يتلبس هيئة التطبيقات المشهورة.
جرى الكشف والتنبيه من هذا البرنامج الضار مؤخرًا ونشره على تويتر من خلال تغريده بواسطة الباحث في مجال الأمن السيبراني "Rajshekhar Rajaharia". حيث حذر الخبير بدوره من أن الفيروس يمكن أن يمنح المتسلل وصولاً كاملاً إلى الهاتف الذي ثُبت الفيروس عليه، ما يخاطر بفقدان البيانات أو سرقتها وتخريبها من قبل مرتكبي التهديدات.
ما هو الهدف الكامن وراء هذه الفيروسات الخبيثة ؟
كما نعلم، لا يمكننا تحديد الغاية بشكلٍ دقيق. لكن يمكن استخدام هذه التطبيقات الضارة لخرق هاتفك وسرقة البيانات الشخصية كالصور والرسائل القصيرة وجهات الاتصال وما إلى ذلك. كما يمكن استخدام البرامج الضارة المستندة إلى لوحة المفاتيح لتتبع كل ما تكتبه! ويمكن استخدامها لالتقاط وسرقة كلمات المرور المصرفية. أو حتى لمراقبتك من الكاميرا والميكروفون. هناك أسباب لا تُعد ولا تُحصى لدفع المتسللين للتخريب والأذى والسرقة الرقمية. بالإضافة إلى إمكانية تسببها في فقدان المستخدم للوصول الكامل إلى هاتفه.
إذًا، كيف تتجنب الوقوع ضحية لفيروس واتساب الوردي ؟
حتى الآن، من غير الواضح كيف يعمل الفيروس وما إذا كان يمكن إنقاذ هاتف الضحية من تأثيره أم لا. لكن، من الأفضل أن تكون آمنًا ولا تنقر على رابط مجهول على الإطلاق، خاصةً إذا كان تحت مسمى Pink WhatsApp. من أسهل نصائح الأمان وأكثرها فاعلية التي يمكنك اتباعها في مثل هذا الوقت، هي عدم النقر فوق أي رابط لم تتحقق منه أو تجد أنه مشبوه ولم تسمع به من قبل. يجب فحص أي رابط تابع لجهة خارجية يعيد توجيهك بعيدًا إلى تبويبات تحميل متعددة، ولا تنقر عليه إلا إذا وجدت المصدر موثوق به.
حتى هذه اللحظة، أبلغ العديد من مستخدمي واتساب عن تلقي مثل هذا الرابط على جوالاتهم، بينما أعاد الكثيرون توجيهه دون معرفة الغاية الحقيقية منه. تعد مشاركة هذه المعلومات الزائفة جزءًا كبيرًا من المشكلات التي يواجهها مستخدمو واتساب. وبالطبع، يستغل المهاجمون هذا الأمر، لأنهم يعرفون أن مثل هذه المعلومات المضللة تنتشر بسهولة وبسرعة خيالية. إنهم ببساطة يخفون برمجياتهم الخبيثة أو الفيروسات بصيغة وهيئة مغرية، ليبدأ الناس إما في تنزيلها أو مشاركتها مع الآخرين دون معرفة طبيعتها الحقيقية.
ولكن مع زيادة وعي الناس بكيفية عمل مثل هذه الحيل، يجب أن يكونوا على اطلاع ودراية بأي رسائل وروابط مضللة تجري مشاركتها على تطبيق واتساب. يُقترح أيضًا على مستخدمي واتساب الالتزام بالتحديثات التي تُقدَّم رسميًا بواسطة شركة واتساب. لأن أي من هذه البرامج أو تعديلات الطرف الثالث على التطبيق يمكن أن تكون خطيرة على الجهاز بأكمله. ففي بيانٍ رسمي، صرّح المتحدث باسم واتساب "يمكن لأي شخص تلقي رسالة غير عادية أو غير مميزة أو مشبوهة على أي خدمة، بما في ذلك البريد الإلكتروني، وفي أي وقتٍ يواجه فيه أي شخص هذا الأمر، نشجعه بشدة على توخي الحذر قبل الرد أو المشاركة."
لذلك ننصح بشكلٍ متكرر عن أهمية عدم استخدام مثل هذا النوع من الروابط لتثبيت التطبيقات وعدم الانجراف وراء الروابط العشوائية التي تصلنا، كما يجب على المستخدمين تنزيل أي تطبيق من متاجر التطبيقات الرسمية فقط.