عندما تحاول البحث عن خدمة VPN ملائمة لك، أو بمجرد بحثك عن أحد خدمات الـVPN، دائمًا ما ستجد توكيدًا حول سرقة بياناتك وبيعها من قبل مزودي خدمات الإنترنت الذين تتعاون معهم. هل نعتبر هذه الادعاءات صحيحة ؟ وإن كانت صحيحة، ما هي القواعد والقوانين التي ستكون الفيصل بين ما يمكن ولا يمكن فعله من قبل شركات مُزودي الإنترنت تجاه المستخدمين ؟ يعتمد هذا الأمر على موقعك الجغرافي. في دول الاتحاد الأوروبي  على سبيل المثال، لا يوجد داعي هناك للقلق. حيث منعت اللائحة العامة لحماية البيانات وبشكل صريح، مزودي خدمات الإنترنت من جمع بيانات المستخدمين دون إذن صريح من قبل المستخدم، ناهيك عن بيعها بالطبع.


غالبًا ما يكون من غير القانوني لشركات مزودي خدمات الانترنت جمع وبيع البيانات الخاصة بمستخدميهم فيما يخص تصفح واستخدام الانترنت إلى جهاتٍ خارجية. هناك دول بعض الدول مثل كندا وأستراليا على سبيل الذكر وليس الحصر، تمنع بالنصوص القانونية شركات مزودي خدمات الانترنت من جمع أو بيع بيانات استخدام الانترنت الخاصة بعملائهم. 


ولكن في الوقت الذي فيه دول تمنع جمع وبيع بيانات مستخدمي الانترنت داخلها، توجد بعض الدول سمحت بتلك الحقوق بالاختلال، مثل الولايات المتحدة الأميركية. في عام 2017، سمح الكونجرس لأول مرة ومنح شركات مزودي خدمات الانترنت الحق بتسجيل وبيع البيانات الخاصة بعملائهم. جاء هذا الأمر بعدما أصدر الكونجرس قرارًا جديدًا بإلغاء قواعد الخصوصية للجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) التي كانت ستحظر تلك الممارسات بدورها. كانت لجنة FCC قبل ذلك تُلزم شركات مزودي خدمات الانترنت بسؤال المستخدمين قبل تسجيل أو استخدام بياناتهم وبيعها.

 

بدلًا من ذلك، بات من المطلوب من شركات مزودي خدمات الانترنت بإعلام العملاء سواءً كانت تجمع وتبيع بياناتهم من خلال صفحة ويب مُخصصة لذلك، بحيث يتم أخذ موافقة المستخدمين على تجميع وبيع معلوماتهم أولًا. إن لم تكن هناك موافقات من جانب العملاء، يحق لهم إلغاء الاشتراك مع ذلك المزود فورًا.


بدأت تلك الضجة منذ عدة سنوات، حينما بدأت الصحافة التقنية على مدى واسع وحول دول عدة في إخبار القراء والمتابعين بأن الغالبية العظمى من شركات مزودي خدمات الإنترنت، بأنها تقوم بتجميع بيانات تصفحهم واستخدامهم للويب وبيعها لشركات الطرف الثالث. بعد ذلك، بدأ الترويج لاستخدام وشراء خدمات VPN للحيلولة دون السماح لتلك الشركات بتجميع بياناتنا الخاصة بتصفحنا كسمتخدمين لخدمتا الإنترنت.

التعرف على قواعد التمتع بالخصوصية للمستخدمين


هل تفحصت يومًا صفحات الويب التي تحمل اسم “Privacy Policy” ؟ علي أن أخبرك الآن بأن تلك الصفحات تحتوي على الكثير والكثير من المعلومات التي لن توافق عليها إذا قرأتها بتمعن. من الممكن أن توافق على محتوى تلك الصفحات إن كانت متعلقة بمواقع الويب المعتادة التي تزورها يوميًا مثل شبكات التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، ولكن ماذا إن كانت صفحات “Privacy Policies” تلك تابعة لشركة مزود خدمات الانترنت الخاصة بك الآن؟! أعتقد أنها باتت أهم من ذي قبل وأنك لابد من أن تتمسك بقراءتها بتركيز وتمعن.


لقد قمنا بأخذ جولة بين صفحات الويب التي تناقش اتفاقيات الخصوصية بين شركات مزودي خدمات الإنترنت ومستخدميهم وعملائهم. أفادت تلك الشركات من خلال صفحات الويب بأنها لن تبيع بيانات المستخدمين، ولكن تكمن المشكلة في صياغة الجملة والإفادة بحد ذاتها. أصبح هناك تحايل على اللغة من حيث التصريح بأن الشركة لن تبيع خدمات المستخدمين.

على سبيل المثال، تفيد شركة Comcast Xfinity الأمريكية بأنها لن تبيع البيانات التي من شأنها أن تحدد هوية المستخدمين، وهو التصريح الذي يُعتبر مجرد تحايل وتستر على عملية بيع البيانات لمجرد عدم التصريح بهذا الأمر. مع ذلك، تستخدم شركة AT&T لغة أقل غموضًا. خلال سياسة الخصوصية الخاصة بها، تصرح AT&T بأنها لا ولن تبيع أية بيانات، بالإضافة إلى أنها تفيد بأنها تجمع بيانات عن مستخدميها من عدة مصادر أخرى بما في ذلك تقارير الحالة المادية والائتمانية.


وعلى صعيد المصارحة الفجة، باتت هناك شركات أمثال T-Mobile الألمانية والتي أفادت قبل ذلك أنها ستبدأ استهداف العملاء بدءً من أبريل الماضي بحسب البيانات المُجمعة عنهم وعن سلوكهم الالكتروني. صرحت الشركة أيضًا بأن العملاء سيستطيعون أن يلغون اشتراكهم مع T-Mobile إذا أردوا ذلك وسط تهكمات عمن سيقوم فعليًا بإلغاء اشتراكاتهم.


هل اهتمت اللجان والمؤسسات المستقلة باستمرار التحقيقات حول هذا الأمر ؟


في عام 2019، كان القلق قد بدأ بخصوص هذا الأمر ولكن لحسن الحظ، كانت هناك العديد من المؤسسات المستقلة واللجان الحكومية المهتمين بقطع شوط في هذا السياق للتأكد من ماهية الأمر وصدق وضعه الحالي آنذاك. على سبيل المثال، اهتمت لجنة التجارية الفيدرالية بالولايات المتحدة الأميركية بأمر خصوصية بيانات المستخدمين بحيث قررت فتح تحقيق للتأكد من تلك الممارسات. أرسلت FTC حينئذٍ بعض طلبات الاستدعاءات لشركات مثل Comcast، T-Mobile، Google Fiber، AT&T، Verizon لاستئناف التحقيقات في هذا الأمر.


بعد عدة شهور، أفادت جميع الشركات المذكورة بالأعلى بأنها قد امتثلوا للتحقيق دون حدوث أي مشاكل، بالرغم من تصريح FTC بأن التحقيق مازال مفتوحًا وجاريًا بالإضافة إلى أنه لم يسفر عن أي شيء على وجه التحديد حتى الآن.


ماذا عن خصوصيتنا في الوطن العربي ؟


قد يكون هناك بعض التصريحات المسئولة في الولايات المتحدة، كندا، دول الاتحاد الأوروبي، والكثير من الدول الأخرى، رغم عدم وجود أي تصريحات مماثلة من حيث الكيف من أي حكومة في دول الوطن العربي. لا نعرف على وجه الدقة الوضع الحالي لبيانات المستخدمين ومصيرها الأخير. هل يتم تجميعها أم لا؟! وإن تم تجميعها، هل يتم بيعها؟! لا إجابة واضحة.

إذا كنت قلقًا بشأن وصول شركات مزودي خدمات الإنترنت إلى بياناتك وبيعها، يمكنك التوجه أولًا إن المواقع الرسمية الخاصة بتلك الشركات والحكومات لمعرفة بيانات الخصوصية المُدرجة في مواقع الويب خاصتهم. تذكر دائمًا، أنه بدون قانون يحمي خصوصية المستخدمين فلن تكون قادرًا على التأكد دومًا من أن شركات مزودي خدمات الإنترنت لا تسئ استخدام بياناتك. حتى وإن كانت الشركات لا تسئ استخدام بياناتك الآن، فلا يوجد أي شيء يمكنه ضمان عدم إساءة الاستخدام فيما بعد.


حتى يتم إقناع الحكومات بإقرار وفرض قوانين من شأنها الحفاظ على خصوصية بيانات عملاء شركات مزودي خدمات الإنترنت وضمان عدم إساءة استخدامها فيما بعد، علينا أن نبحث عن حل بديل. يمكنك اختيار إحدى خدمات VPN المتاحة الآن للحفاظ على خصوصية وسرية اتصالك بالإنترنت. يمكنك أيضًا الاختيار من بين 5 من أفضل الخيارات كبرامج وتطبيقات VPN مفتوحة المصدر لعام 2020 كنا قد نشرناهم في مدونة عالم الكمبيوتر. تضمن لك الاتصالات من نوع VPN عدم تسريب بيانات تصفحك بحيث خدمات VPN بخلق قناة افتراضية لتمرير بيانات تصفحك من خلالها دون معرفة أو تسريب بيانات تصفحك أو أي معلومات عن سلوكياتك الالكترونية على شبكة الانترنت.


باختصار، تتيح لك خدمات الـVPN إعادة توجيه اتصالك بالإنترنت إلى خوادمها الخاصة (Servers)، والتي تكون محميه بدورها من قدرات شركات مزودي خدمات الإنترنت على التتبع. إذا كان هذا الأمر يبدو جيد بالنسبة إليك، عليك البحث الآن عن أفضل خدمة VPN متاحة الآن حتى تظل متمتعًا بخصوصية بياناتك ومعلوماتك على الانترنت. يمكنك تفقد 8 نصائح هامة لزيادة سرعة خدمة ال VPN الخاصة بك وتصفح افضل للانترنت ! حول زيادة سرعة الانترنت الخاصة بخدمات VPN المتاحة الآن.