تعد فكرة تطبيقات الأندرويد على أجهزة الكمبيوتر بمثابة حلم أصبح حقيقة للكثير من عشاق التكنولوجيا ومحبي الوسائط الاجتماعية ومطوري التطبيقات بل وحتى هواة ومحبي ألعاب الهواتف الذكية. نعم، لا نستطيع أن ننكر أن نظام ويندوز 11 جلب العديد من المميزات الجديدة، ولكن لو أردنا أن نسلط الضوء على ميزة واحدة تستحق الاهتمام، فستكون بالتأكيد هي تقنية Intel Bridge Technology والتي ساعدت ويندوز 11 على توفير إمكانية تشغيل تطبيقات أندرويد على نظام التشغيل ودون الحاجة إلى استخدام أي محاكي أو أي تطبيقات خارجية مستندة على الويب.
فقط بفضل تقنية Intel Bridge Technology والتي يُرمز لها على الإنترنت باختصار IBT هي من خلقت إمكانية تشغيل تطبيقات أندرويد على نظام ويندوز 11، ولكن هل تساءلت كيف تعمل هذه التقنية بالضبط وهل ستحقق نجاحاً في مسعاها أم لا؟
ما هي تقنية Intel Bridge Technology؟
ربما جميعنا يتساءل ما هي تقنية IBT ولماذا قررت شركة مايكروسوفت السعي وراؤها من أجل ويندوز 11. بادئ ذي بدء، تقنية IBT هي أحدث تقنيات شركة إنتل وواحدة من أهم المزايا الجديدة التي تم دمجها في نظام ويندوز 11 والتي تعمل على هيئة مترجم لكود برامج وتطبيقات الأندرويد من أجل السماح لها بالتشغيل على الأجهزة المستندة على بنية X86. جدير بالذكر أن مطوري التطبيقات لن يكونوا مُضطرين على تطوير إصدار مخصص من تطبيقاتهم من أجل العمل على ويندوز 11، ستبقى عملية هندسة وإنشاء تطبيقات أندرويد كما هي بالضبط دون تغيير من أي نوع على الواجهة أو الوظائف.
جدير بالذكر أن الأمور كانت تختلف كثيراً في الماضي، فمن أجل تشغيل تطبيقات أندرويد على أنظمة ويندوز كنا دائماً في حاجة إلى برامج المحاكاة والتي كان من أشهرها محاكي Bluestacks. وعلى الرغم من أن هذه المحاكيات كانت تقوم بالفعل بعمل رائع، ولكنها كانت تضع عبء هائلاً على أجهزة الكمبيوتر وتتطلب الكثير من موارد الهاردوير، ومع ذلك العديد من أجهزة الكمبيوتر كانت تعاني من مشاكل البطء والتأخير أثناء الاعتماد عليها.
السبب في ذلك أن هذه المحاكيات لا تحاكي نظام أندرويد فحسب، وإنما هي تحاكي نظام التشغيل نفسه في نفس الوقت، بمعنى أنها تحاكي نظام أندرويد ونظام ويندوز في وقت واحد. وكانت هذه هي أحد أبرز الأسباب لمشاكل البطء والتأخير في الأداء أثناء الاعتماد عليها.
ولكن شركة مايكروسوفت قررت أن تتخذ نهجاً مختلفلاً هذه المرة، فبدلاً من أن إضاعة الوقت في جعل محاكيات الأندرويد تعمل بشكل أفضل على نظام ويندوز، قررت أن تتعاون مع شركة إنتل من أجل تطوير تقنية IBT والتي لديها القدرة على تهيئة تطبيقات أندرويد كما لو كانت برامج ويندوز عادية جداً قبل تشغيلها على النظام. بهذا الشكل ستصبح تطبيقات الأندرويد مثل تيك توك أو فيسبوك ماسنجر أو انستجرام شبيهة بالضبط بمجموعة تطبيقات مايكروسوفت مثل تطبيقات أوفيس أو حتى مثل لعبة سولتير.
كيف تعمل تقنية IBT في ويندوز 11؟
تقنية IBT تعمل بمثابة مترجم لكود تطبيقات الأندرويد، حيث يقوم بتجميع جميع الأكواد ثم يعمل على ترجمتها أو تحويلها إلى رموز قابلة للمعالجة على أجهزة الكمبيوتر من خلال المعالج المركزي. وبعد ذلك يتمكن المعالج المركزي من التعامل معها وكأنها برامج عادية. المميز في تقنية IBT أنها تعمل بمثابة مترجم وستكون قادرة على ترجمة الكود في الوقت المناسب ثم تعمل على تجميعه بصيغته الجديدة قبل إرساله إلى المعالج المركزي في هيئته الجديدة.
بطبيعة الحال تعمل جميع محاكيات الأندرويد بنفس الشكل تقريباً، حيث يقوم المترجمون في المحاكي بترجمة كود تطبيق أندرويد قبل إرساله إلى المعالج المركزي، بدونها لن يستطيع المعالج المركزي من فهم رموز وأكواد تطبيقات الأندرويد على الإطلاق. الفرق بين أجهزة وهواتف الأندرويد وأجهزة الكمبيوتر، هو أن أجهزة الأندرويد تستخدم برامج التحويل البرمجية في الوقت المناسب لاستيعاب غالبية تطبيقات أندرويد، بينما تميل أجهزة الكمبيوتر إلى العمل على تعليمات برمجية أكثر تعقيداً باستخدام برامج التحويل البرمجية والأنظمة متعددة المسارات.
تخيل أن لديك مجموعة مختلفة من الوظائف والمهام، فلكي تتمكن من إنجازها جميعها في وقت أسرع، ينبغي أن تقوم بتقسيمها وتوزيعها على مجموعة من الموظفين بدلا ً من توكيلها لموظف واحد فقط، أليس كذلك؟ وهذا هو بالضبط ما تم إنجازه من خلال تقنية IBT.
ولكن في حين أن تقنية IBT بمثابة برنامج في نظام ويندوز 11، فهذا يعني أنه سيحتاج أيضاً إلى مجموعة أساسية من المكونات وموارد الهاردوير اللازمة لتشغيله. في الأساس تقنية IBT عبارة عن جزء من استراتيجية XPU متعددة البنى الخاصة بشركة إنتل والتي هي عبارة عن نظام أو سلسلة من الوظائف التي تقوم بتقسيم عبء العمل على مجموعة مختلفة من موارد الهاردوير في نفس الوقت، مثل أنوية المعالج المركزي ومعالجات الذكاء الاصطناعي ووحدة المعالجة الرسومية.
الفكرة من استراتيجية XPU هو تقسيم عبء العمل على مكونات مختلفة ثم تجميع نتائج عمليات الحوسبة في واجهة برمجية واحدة. جدير بالذكر أن تقنية IBT سوف تعمل على جميع أنواع شرائح المعالجة المركزية المختلفة والتي تتضمن شرائح معالجات AMD أيضاً، ولكن بالتأكيد قد تكون معالجات إنتل صاحبة نصيب الأسد من عمليات المراجعة والاختبار لهذه التقنية لفترة زمنية أطول.
من أين سنحصل على تطبيقات أندرويد؟
للإجابة على هذا السؤال بالتحديد فسيكون هذا الحلم قابل للتحقيق من خلال متجر تطبيقات أمازون. هناك العديد من الأسباب – أو يمكنا القول إنها تكهنات – والتي توضح لماذا قررت شركة مايكروسوفت الاعتماد على متجر أمازون بديلاً عن متجر جوجل بلاي. أولاً هذه هي ليست المرة الأولى التي تضع فيها شركة مايكروسوفت يدها بيد أمازون، حيث قامت مايكروسوفت في عام 2018 بضم Alexa في نظام ويندوز 10.
من ناحية أخرى هناك منافسة شرسة بين مايكروسوفت وجوجل عندما يتعلق الأمر بأنظمة التشغيل، فلو أردت رأيي الشخصي لقلت لك أن مايكروسوفت تتمنى لو لديها القدرة على تدمير شيء أسمه ChromeOS وإزالته من طريقها. على كل حال هناك العديد من أوجه المنافسة بين جوجل ومايكروسوفت، ولكن في نفس الوقت من المحتمل أن أمازون قدمت عرضاً مغرياً لشركة مايكروسوفت وهو ما دفعها لاختيار متجر تطبيقات أمازون.
على كل حال متجر تطبيقات أمازون يحتوي على أكثر من 500.000 تطبيق أندرويد في الوقت الحالي ومتاحين للتثبيت المباشر، ولكننا نتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال وقت قريب جداً. ولكن لا داعي للقلق بشأن عدم وصول أي تطبيق على متجر App Store، لأنه بنسبة كبيرة جداً ستجد العديد من البدائل الأخرى على متجر تطبيقات أمازون في شتى المجالات، سواء كانت تطبيقات في مجال التعليم أو الأخبار أو الألعاب أو وسائل التواصل الاجتماعي أو اللياقة البدنية أو الترفيه والكثير من المجالات الأخرى. وبكل تأكيد سوف ينمو متجر تطبيقات أمازون بمرور الوقت بمجرد أن يعتاد المستخدمين والمطورين على هذه الميزة الجديدة.
ولكن ماذا عن ملفات APK الخارجية؟ لحسن الحظ أن أحد أكبر مهندسي نظام ويندوز 11 في شركة مايكروسوفت "ميغل دي إكازا" قام بنشر تغريدة على تويتر يؤكد فيها أننا سنكون قادرين على تنزيل ملفات APK من المصادر الخارجية على أي جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز 11.
في النهاية نستطيع أن نقول أن هناك العديد من الأقاويل والشائعات المختلطة حول قدرات ويندوز 11 وما يستطيع أن يقدمه للمستخدم في المستقبل القريب. ربما مايكروسوفت وإنتل قاموا بعمل رائع بالفعل بخصوص هذا الأمر، ولكن هناك العديد من المستخدمين الذين يؤكدون على أننا سنكون في انتظار العديد من التحديثات المستقبلية من أجل تحسين الوضع الحالي للنظام.