بنت شركة فيسبوك مجدها الحالي بفضل منصتها الإعلانية. كما أن قدرة الشركة البالغة على تتبع المستخدمين قد ساعدتها على ذلك، إلا أن هذا لم يحرمها من الانتقادات اللاذعة بسبب خرق خصوصية المستخدمين.


ويعمل حاليًا مئات من مهندسي الشركة على إعادة بناء منصتها الإعلانية. وذلك سيتضمن التركيز على خصوصية المستخدمين أكثر، والتقليل من جمع بياناتهم.


وهذه الخطوة قد تغير من شكل اقتصاد الإنترنت بالكامل. خصوصًا أنه مبني على الإعلانات والاستهداف. لكن تظل هذه المبادرات في بداية عهدها.



إعادة بناء نظام الإعلانات على فيسبوك

تعمل فيسبوك حاليًا على التوصل لطرق جديدة في الاستهداف بالإعلانات دون خرق الخصوصية. الشكل المثالي لهذه الطرق هو إستهداف المستخدم بإعلان يهتم به فعلًا، لكن دون أن يتم تتبعه أو اختراق خصوصيته.


وتتعرض الشركات التي تعتمد على الإعلانات لمقاومة كبيرة في الوقت الحالي. وقد بدأ الأمر مع تحديث iOS الأخير والذي جعل المستخدمين قادرين على منع التطبيقات من تتبعهم.


وجوجل من ناحية أخرى ليست في حالٍ أفضل. حيث أن الاتحاد الأوروبي يفكر في حظرها من الاستهداف المصغر للإعلانات بنفس الشكل، وهذا الحظر سيكون جزءًا من قانون الخدمات الرقمية. وبعيدًا عن أوروبا، حكومة بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إظهار بتقنين ومراقبة أفعال الشركات في تتبع ومراقبة المستخدمين.



ويمكن وصف توجهات الشركة الجديدة بأنها إعلان للاستسلام، خصوصًا بعدما قامت الشركة بإطلاق حملة كبيرة تنادي فيها المستخدمين بتجنب حظر تتبع التطبيق لهم على الآيفون، وقد اتهمت الشركة آبل بأنها تؤذي أصحاب المشاريع الصغيرة بهذه الخاصية.


ويبدو حاليًا أن حملة فيسبوك لم تحقق المرجو منها، ومن الطبعي أن لا يتضامن المستخدمين معها وهم على علم بأنها تهدد خصوصيتهم. ولهذا تبدأ فيسبوك في تطوير حلول أكثر اهتمامًا بالخصوصية، وهذا سيكون في صالحها في جميع الأحوال.


والوسيلة الأكثر أهمية لتحقيق هذا النوع من الإعلانات غير المؤثرة على الخصوصية وأمان المعلومات هي تجنب إرسال بيانات المستخدم للسحابة. حيث ستعتمد فيسبوك على تقنية تسمح بتحليل البيانات الخاصة بالمستخدم على جهازه الشخصي.



وبعدها يتم إرسال نتائج هذه التحليلات فقط لخوادم فيسبوك، لكن دون كشف هوية الجهاز الذي تمت عليه عملية التحليل. وبهذا يتم الحفاظ على هوية المستخدم وخصوصية بياناته بقدر الإمكان.