ظلت انستاجرام الوجهة الأولى للمصممين والمصورين. نظرًا لأنه المنصة الأكبر لمشاركة الصور، وفي يوليو الماضي قام المصوّر Sam Binidng بإجراء تجربة مثيرة للاهتمام. حيث قام بنشر لقطات مميزة قد التقطها على كلًا من تويتر وإنستاجرام، والنتائج كانت غريبة.
حققت الصورة على “منصة مشاركة الصور” إجمالي 5,595 مشاهدة، بالرغم من أن هذا المصور يمتلك 11 ألف متابع. وعلى تويتر تمت مشاهدة الصورة من 5,611 شخص، بالرغم من امتلاكه لعدد 333 متابع فقط.
وهذه التجربة ولو كانت بسيطة إلا أنها توضح كيف أن اهتمام إنستاجرام بالصور أصبح أقل، وتحديدًا هذا النوع من الصور. خصوصًا بعدما صرّح مدير إنستاجرام، آدم موسيري، في أحد الفيديوهات التي نشرها على حسابه بأن “إنستاجرام لم تعد منصة لمشاركة الصور”.
التأثير السلبي للاهتمام بالفيديو
عندما تفتح إنستاجرام ستجد أمامك عشرات الصور، وهو أمر طبيعي، لكن بجانب هذه الصور ستجد التطبيق يعرض عليك فيديوهات أفقية قصيرة، وهي التي تعرف باسم Reels وتحاكي تجربة تيك توك بشكل رئيسي.
وضمن هذه الفيديوهات القصيرة توجد الكثير من الإعلانات. وبالفعل صرّح مدير إنستاجرام آدم موسيري في الفيديو المشار إليه بالأعلى أنهم يروا يوتيوب وتيك توك كمنافسين رئيسيين في الوقت الحالي. ويهدفون لتقديم تجربة ممتعة للمستخدمين.
ونظرًا للاهتمام الكبير بالفيديو. وللتغير الكبير في طبيعة عرض الصور والمحتوى على المنصة، بدأ عدد كبير من الفنانين، الرسامين، مصممي الجرافيك، والمصورين الفوتوغرافيين في مغادرة المنصة والبحث عن بديل.
إنستاجرام يتخلى عن المصورين والفنانين
ومن ناحية أخرى، البعض من هؤلاء الفنانين لا يمكنهم أن يستخدموا الفيديو بشكل فعال. كما أن جزء كبير من هذا الجمهور ليس مستعدًا للرقص أمام الكاميرا في فيديو لكي يحقق انتشار أو مبيعات لأعماله الفنية، وهذا ما صرح بعضهم به.
وبالعودة للحديث عن Sam Binding. فهو يعمل على التقاط صور إبداعية للشمس ولحظات الغروب ونشرها على إنستاجرام. بالتالي يحصل على عروض شراء على موقعه الخاص لشراء هذه الصور أو استخدامها تجاريًا.
وأوضح Binding أن عمله هذا قد تهدد بقوة. حيث أن إنستاجرام حاليًا تظهر منشوراته لأشخاص أقل بنسبة تصل إلى 50% من السابق، وهي معلومة استطاع الوصول إليها من خلال التحليلات التي تتيحها إنستاجرام لصناع المحتوى.
وقد صرح قائلًا: “يمكنني أن أعرف سبب القلق المنتشر بين صناع المحتوى. حيث أن الفنانين والرسامين بدأوا في رؤية صورهم التي كانت تحقق 500 إعجاب تنخفض إلى 100 إعجاب فقط”.
ومن ناحية أخرى، صرح الفنان والمصوّر Nick Waplington بأنه تضرر أيضًا من إنستاجرام، بالرغم من أنه يستخدم المنصة منذ 10 سنوات. حيث أن الفنان ذو العمر 56 عامًا كان معتادًا على بيع نسخ خاصة من أعماله الفنية. وبعد أساليب المنصة الجديدة أصبح الوصول ضعيفًا جدًا. وقد قال: “أنا لن أقوم بالرقص حاملًا صوري بين يدي، وبدلًا من ذلك قد أعود لاستخدام حسابي بشكل شخصي وليس تجاري”.
وقد ذكر Waplington أنه كان يكتسب 100-200 متابع جديد شهريًا. لكن في الفترة الأخيرة لم يعد هذا يحدث. وبالحديث عن التجارب، فقد قام هذا الفنان برفع صورة لعارضة الأزياء Kendall Jenner ترتدي ملابس السباحة. وهي صورة حصل عليها من على الإنترنت وليست من تصويره.
وهنا تفاجئ Waplington أن الصورة وصلت للجميع، وأنها حققت أقوى تفاعل مر عليه على الإطلاق. وهنا بدأنا نفهم أن المنصة لازالت تهتم بالصور، لكن أنواع أخرى من الصور غير تلك الفنية.
ومن المثير للسخرية أن آدم موسيري، مدير إنستاجرام، قد بدأ الفيديو الخاص به متحدثًا عن اهتمام الشبكة بجعل صناع المحتوى قادرين على الربح منها. لكن هذا لم يحدث أبدًا مع Waplington أو Binding، والعشرات من الفنانين أمثالهم.