اتخذت محاولة إيلون ماسك للسيطرة على شركة تويتر منعطفًا غريبًا آخر حيث يبدو أن منصة التواصل الاجتماعي قد استجابت لطلب رائد الأعمال للوصول إلى البيانات الداخلية التي تحتفظ بها الشركة.
وضغط ماسك لأسابيع على تويتر لتقديم بيانات من شأنها أن تسمح لرجل الأعمال الجنوب أفريقي باختبار ما إذا كانت نسبة كبيرة من مستخدمي المنصة عبارة عن حسابات بوت مزيفة، وهو أمر يعتقد أنه قد يقلل السعر الذي قد يكون على استعداد لدفعه للشركة.
ويؤكد ماسك أن حسابات البوت تشكل أكثر من 5% من قاعدة مستخدمي تويتر، وهو أمر يعتقد حتى منتقدو ماسك أنه صحيح، ويريد من الشركة دحض ذلك.
وأبلغت الشركة عن عدد أقل من الحسابات غير الأصلية في نتائجها المالية. ولكنها على استعداد لمنح ماسك إمكانية الوصول إلى كل تغريدة تنشر يوميًا، جنبًا إلى جنب مع معلومات المستخدم الدقيقة، من أجل السماح له بالبحث عن السلوك غير الأصيل.
ويأتي استعداد الشركة الواضح لمنح ماسك حق الوصول إلى البيانات بعد أيام من إرسال محامي ماسك خطابًا إلى الشركة يقول فيه إنها تقاوم بنشاط وتحبط حقوق ماسك في الحصول على المعلومات، ويهدد بالانسحاب من الصفقة.
ويعد منح ماسك حق الوصول إلى البيانات أمرًا مهمًا، ويثير سؤالين رئيسيين:
هل حصل ماسك على ما يريده من البيانات التي حصل عليها.
ما الذي يعنيه حصوله على حق الوصول لخصوصية المستخدمين وأمانهم.
وقال أكسل برونز، الأستاذ في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا: من خلال منحه إمكانية الوصول إلى البيانات، يمكن للشركة الطلب منه إثبات ادعاءاته حول حسابات البوت
ويعتقد برونز أن ماسك ومن يوظفه لتعقب البوتات قد يواجهون وقتًا عصيبًا. ولكن حتى بالنسبة لشخص يتمتع بالمهارات المطلوبة للتعامل مع هذا المستوى من البيانات، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي الطريقة الصحيحة للإجابة على السؤال.
تويتر منحت إيلون ماسك حق الوصول إلى البيانات
ليس من المؤكد ما إذا كان الوصول إلى البيانات البالغ حجمها 500 مليون تغريدة يتم نشرها عبر منصة التواصل الاجتماعي كل يوم قد يساعد ماسك في الإجابة على السؤال الرئيسي الذي يدعي أنه يوقف شرائه للشركة.
ويقول بادي ليرسن، الباحث في قانون المعلومات بجامعة أمستردام: هذه البيانات ليست هي البيانات التي تحتاجها لمعرفة عدد حسابات البوت.
وكانت القدرة على تحديد ما الذي يجعل البوت بوتًا موضوع نقاش في المجال الأكاديمي، وهو موضوع كرس الخبراء الكثير من حياتهم العملية له.
وهذا هو سبب شكهم في أن إمكانية الوصول إلى جميع التغريدات المنشورة عبر تويتر قد توفر جوابًا على السؤال بشأن البوت بشكل نهائي بما يكفي لإقناع ماسك بالمضي قدمًا في الشراء.
ويقول ليرسن: يميل الناس إلى المبالغة في تقدير مدى سهولة اكتشاف البوتات. البيانات وحدها لن تمكنك من القيام بذلك، إلا إذا جمعتها مع جميع أنواع طرق البحث الأخرى. وأضاف: لا أعتقد أن لدى إيلون ماسك وقت لمثل هذا الشيء.
وأوضح كريستوفر بوزي، مؤسس Bot Sentinel، وهي خدمة تتعقب السلوك غير الأصيل عبر تويتر، أن منح ماسك إمكانية الوصول إلى البيانات هو خطوة غير ضارة نسبيًا لأنها لا تكشف بيانات المستخدمين الخاصة. بل إنها مجرد مجموعة تغريدات.
ومن هذه التغريدات، يمكن لماسك تحليل البيانات لمعرفة ما إذا كانت الحسابات قد أرسلت نفس الرسالة بشكل عشوائي، أو ما إذا كان عدد قليل من الحسابات مسؤولاً عن غالبية التغريدات عبر المنصة – وكلاهما قد يكون إشارات تحذير محتملة لسلوك البوت.
هذا عدد هائل من التغريدات. ولا يمكن للجميع إدارته إلى حد كبير خارج تويتر. وأشار بوزي إلى أن مكتبة الكونجرس الأمريكية كانت تتمتع بإمكانية الوصول إلى البيانات في محاولة لأرشفة كل تغريدة تم نشرها وتخلت عن هذا المسعى.
ويعتبر اهتمام ماسك بالبيانات غريبًا، نظرًا لأنه رفض عرضًا للنظر في غرفة بيانات تويتر عندما تم إطلاق عرضه الأولي للاستحواذ في شهر أبريل.
البيانات متاحة لعدد من الشركات
تمتلك نحو عشرين شركة حق الوصول إلى البيانات التي منحت تويتر ماسك الوصول إليها. ولكن تعاملهم مع البيانات لم يتسبب على ما يبدو حتى الآن في أي مشكلات معروفة.
ومنحت تويتر في السابق وصولاً أوسع للبيانات. ولكن أدركت أنها كانت تخسر نقاط رئيسية من خلال منح بائعي بيانات الجهات الخارجية إمكانية الوصول.
وحصلت وكالات التجسس سابقًا على إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم من خلال Dataminr، وهي شركة اشترت حق الوصول إلى البيانات.
وسبق لشركة جوجل والباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الوصول إلى نفس البيانات التي يمنح الآن ماسك الوصول إليها.
وتعد مشاركة المعلومات الحساسة جزءًا أساسيًا من إجراءات الاستحواذ. وعندما تمر الشركة بعملية الاستحواذ، فإن على المشتري أن ينظر في أعمال الشركة الداخلية.
وأظهر ماسك نفسه أثناء محاولته الاستحواذ على تويتر بأنه مستعد لتجاهل الاتفاقيات القانونية. ويرى الكثيرون أيضًا قلقه الظاهري بشأن عدد حسابات البوت كذريعة للتراجع عن الصفقة. وذلك بالرغم من شروط الاتفاقية التي توصل إلها تمنع حدوث ذلك دون غرامات عقابية ضخمة.
وهناك مخاوف من إمكانية أن يستخدم ماسك أو شركاته المعلومات التي تم منحه حق الوصول إليها في المستقبل.
ويمكن أن تولد البيانات رؤى جديدة حول من يستخدم تويتر ولماذا، وكيف تتغير أنماط الاستخدام على المدى الطويل. كما يمكنها توليد معلومات بشأن السلوكيات الإشكالية التي ينخرط فيها المستخدمون. إلى جانب إنشاء ملفات تعريف مفصلة لاهتمامات المستخدمين وشبكاتهم.
ويبقى السؤال المهم يدور حول المدة الزمنية التي يستطيع فيها ماسك الوصول إلى البيانات. ويصبح هذا الأمر مصدر قلق خاص بخصوصية المستخدم وأخلاقياته في حال تمتع ماسك بالوصول لأشهر أو أكثر.
وبغض النظر عما إذا كان ماسك قد تمكن من الوصول إلى البيانات أم لا. ولكن من غير المرجح أن تساعده في التغلب على العقبة الرئيسية التي يواجهها في شرائه لشركة تويتر.